السبت، 11 أكتوبر 2014

وشنطن تايمز: الجوع يزمجر في مصر



 "الدولة الإفريقية، التي اشتهرت خلال آلاف الأعوام بأنها "سلة طعام البحر المتوسط"، تواجه "نقصا غذائيا ينذر بالخطر"، تلك كانت افتتاحية تقرير للمؤرخ والمحلل السياسي الأمريكي دانيال بايبس، بصحيفة واشنطن تايمز الأمريكية.

وتحت عنوان  "الجوع يزمجر في مصر"، أعرب الكاتب عن تشاؤمه، في تقريره مساء أمس، من مقدرة حكومة قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي على التوصل إلى حل للأزمة.

ونقلت الصحيفة عن مؤسسة "فيوتشر دايريكشنز إنترناشيونال" الأسترالية، أن شخصا من كل خمس مصريين يواجهون عدم الأمان الغذائي، وقال التقرير: ” لملء معداتهم، يعتمد فقراء مصر على أطعمة فقيرة غذائيا، عالية السعرات الحرارية مثل الكشري. وهو ما يتسبب في إصابتهم بالبدانة والقصور الغذائي".

كما أشار الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء إلى أن 5.2 % من سكان مصر يعانون من الجوع،وأوضح الكاتب أن العديد من العوامل، تساهم في أزمة الجوع المصرية تتباين درجة عمقها، أبرزها السياسات الحكومية المعيبة، التي تتضمن تفضيل المجتمعات الحضرية على الريفية، وتقليص حجم البحوث الزراعية، وسياسات الاحتكار التي ينتهجها القطاع الخاص، والتهريب والفساد، والسوق السوداء، مشيرة إلى معاناة الفلاحين جراء نقص البذور والأسمدة والمبيدات.

وأكد التقرير أن الاعتماد على الواردات أحد أسباب الجوع في مصر، مشيرا إلى أن مصر تستورد 60 % من احتياجاتها الغذائية، وفقا للمؤسسة الأسترالية،ورغم اكتفاء مصر الذاتي في الفاكهة والخضروات، فإن مصر تعتمد بشكل رئيسي على استيراد الحبوب والسكر واللحوم وزيت الطعام، حتى أنها تتبوأ دول العالم في استيراد القمح (10 مليون من إجمالي 15 مليون طن)، كما تستورد 70 % من احتياجاتها من الفول، و99% من احتياجات العدس.

وأضافت"الصحيفة" أنه ليس على سبيل الصدفة انخفاض حجم زراعة العدس من 85 ألف فدان إلى ما يقل عن 1000 فدان.

وقال التقرير ،حسبما نقله موقع مصر العربيةن أن مشكلة الفقر تأتي ضمن أسباب الأزمة، لا سيما في ظل الاعتماد على الأسواق الدولية المتقلبة، حيث انخفض مستوى نمو الناتج الإجمالي المحلي من 6.2 % إلى 2.1 % عام 2012-13، وفقا لإحصائيات برنامج الغذاء العالمي.

وفي ذات السياق، تظهر أرقام الجهاز المركزي للإحصاء أن 28 % من الشباب يعيشون في فقر، كما يعيش 24 % من المصريين فوق خط الفقر مباشرة، وأكدت الصحيفة أن ندرة الماء من العوامل المتسببة في أزمة الغذاء.

 وتابع التقرير: ”النيل لا يكفي لرى 20 مليار متر مكعب سنويا..ومع زيادة التعداد السكاني، ومشروع سد النهضة..تواجه مصر نقصا حادا خلال العقد الحالي".

وتساءل   الكاتب: ” "هل تستطيع حكومة السيسي التدخل في الوقت المناسب ..لعكس مسار تلك الاتجاهات الكارثية؟"، وأجاب قائلا: ” أنا متشائم..فالقضايا الملحة من سخط العمال وثورة الإخوان ووقف إطلاق النار بين حماس وغزة تصرف انتباه القيادة عن قضايا طويلة الأجل، مثل الإنتاج الغذائي".

ووصف الكاتب الجوع في مصر بأنه أحد مشاكل الشرق الأوسط العميقة والمتوطنة، ولا يستطيع الغرباء التدخل لحلها، بل فقط يعملون لحماية أنفسهم من تداعياتها.


0 التعليقات:

إرسال تعليق